بادر قبل الفوت..

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد

الهي وعزتك وجلالك وعظمتك ، لو أني منذ
بدعت فطرتي من أول الدهر عبدتك دوام خلود
ربوبيتك بكل شعرة في كل طرفة عين سرمد الأبد
بحمد الخلائق وشكرهم أجمعين ، لكنت مقصرا في بلوغ
شكر خفى نعمة من نعمك علي ، ولو أني كربت معادن حديد
الدنيا بأنيابي وحرثت أرضها بأشفار عيني ، وبكيت من خشيتك
مثل بحور السماوات والأرضين دما وصديدا لكان قليلا من كثير مايجب
من حقك علي .. 0( مناجاة المستكنين للأمام زين العابدين ( عليه السلام )
الى اين يأخذك هذا التصور ؟
الى حالة روحية شفافه تشعر فيها بالتقصير
اتجاه ربك ، والتقصير لايعنى فقط الوقوع في المعاصى
والذنوب ، انما التقصير في أن تكون ذكرا لله على كل حال ، وشاكرا له على كل نعمه .
منّ الله علينا بنعمة هذه الادعية التى تحلق بك في آفاق
عالم الغيب ، لتخرق الحجب وتصل الى
مقام ربك . والسؤال هل كل من قرأ هذه الادعية والمناجاة وتلى
القرآن صباحا ومساء ، يصل الى حالة من
السمو الربانى ، أما أنه يحتاج الى جهاد نفس
وتوفيق من الرب .
لو انتشرت تلك الروح الراضية المرضية في
داخل جسد الامة الاسلامية ، لأرتفعت وارتقت وزاد شموخها
بين الامم ..
فأذا كنت ممن يطلبون الرقى لك ولمجتمعك ولأمتك وأن تفوز بالدرجات العالية في جنان الخلد
فحافظ على هذا التراث الثمين أدعية أهل الطهر ، بقرائته والتدبر في معانيه ونشره الى العالم بمختلف اللغات
وأن عرض لك عارض يحول بينك وبين ذلك ، فاكتفى باليسير منه ..
فلا يفوتك يوم من أن تقرأ ماتيسر من القرآن والدعاء والمناجاة
اجعل هذا جزء من برنامجك اليومي
حيث تستقبل صباحك بكلمات الاستعانة برب السماء بكلمات
دعاء الصباح الذي يحمل معاني كبيرة ، وكذلك أدعية الايام
القصيرة لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) والطويلة للامام
السجاد ( عليه السلام ) ، ولاتقتصر على كتاب مفاتيح الجنان وأن كان حرى بذلك
بل ابحث عن ماجمع من الادعية ( كالمصباح ) وغيره وأقرأ منها ..
وتأمل فيها ..
اذا شعرت أن آية استوقفتك ، فحاول أن تتدبر فيها
معناها بالرجوع الى التفاسير ..
أنها بحق نعم تفوق كل النعم المادية الزائلة ، فبادر قبل الفوت ، لتخلد في جنان الخلد .